ترجمة كلمة الملكة رانيا في منتدى أمبروسيتي - سيرنوبيو، إيطاليا

07 أيلول 2024

شكراً. من دواعي سروري أن أكون هنا.

كانت المشاركة الأخيرة لي في هذا المنتدى في عام 2005. وقد يتذكر بعضكم ذلك العام: فقد كان الصراع المسلح يعصف بأفغانستان والعراق، ونفذ إرهابيون تفجيرات مروعة في لندن وشرم الشيخ وعَمّان. وضرب كشمير زلزال مدمر، وسحق إعصار نيو أورلينز.   

لم أتصور أبداً أن أعود بالذاكرة لتلك الأيام وأقول لنفسي: "كانت تلك أوقاتاً أبسط تعقيداً".

ومع ذلك...

اليوم، نلتقي في وقت يتعمق به الشعور بعدم اليقين. يبدو وكأننا نواجه شيئاً أسوأ أينما التفتنا.

تشتعل الصراعات، وتتفاقم التغيرات المناخية، وتتسارع التطورات التكنولوجية الحديثة بشكل يعصى حتى على مبتكريها فهمه. وتكافح الاقتصادات من أجل توفير الفرص للأجيال الصاعدة.

وكل ذلك يحدث في ظل حالة عميقة من انعدام الثقة والانقسام. 

بالطبع، الثقة بالقادة والحكومات في حالة تراجع منذ سنوات – لكننا اليوم، نرى شيئاً أكثر إثارة للقلق: فقدان الثقة بقواعد ومعايير أخلاقية لطالما افترضنا أنها تحكم عالمنا. 

العديد من تلك القواعد والمعايير العالمية فُرضت في أعقاب حروب وحشية وإراقة للدماء اجتاحت أوروبا.

من الأمم المتحدة إلى محكمة العدل الدولية وإعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان، اجتمع العالم لوضع معايير لمستقبل أفضل من ماضيه، مستقبل قائم على قيم ميثاق الأمم المتحدة: السلام، العدالة وحقوق الإنسان.

يبقى هذا النظام العالمي في طور الإنشاء. لكن لكي يثق الناس في المؤسسة، يتعين عليهم أن يؤمنوا بنزاهتها.

وحالياً، بالنسبة لغالبية سكان العالم، تحطمت هذه النزاهة.

 ينظرون إلى حرب إسرائيل على غزة، فيرون ازدواجية صارخة للمعايير... أو الأسوأ من ذلك: تخلٍ واضح عن أي معايير بالمُطلق.   

أحداث العام الماضي معلومةٌ لنا جميعاً.

في السابع من تشرين الأول، تعرضت إسرائيل لهجوم شنته حركة حماس - في تصعيد صدم العالم، قُتل 1200 شخص وتم احتجاز أكثر من 250 رهينة. وقد أكد المجتمع الدولي أن من حق الإسرائيليين، مثلهم مثل كل الشعوب، العيش في أمن وسلام.

ومنذ ذلك اليوم، ردت إسرائيل بتصعيد حصارها المفروض على غزة إلى مستويات جديدة وغير إنسانية، وقصفها بقوة مدمرة. 

قطاع غزة الذي لا تكاد أن تصل مساحته إلى ثلث مساحة روما، تم ضربه بما يُقدر بـ 70 ألف طن من القذائف – ذلك أكثر من مجموع القنابل التي أُسقطت على لندن وهامبورغ ودرسدن خلال الحرب العالمية الثانية.

استشهد أكثر من 40 ألف فلسطيني– معظمهم من النساء والأطفال. وأُصيب حوالي 100 ألف شخص. ونتج عن هذه الحرب أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ، وروى أطباء بشاعة بتر أطراف أطفال لم يصلوا عمر المشي أصلاً. وبحسب منظمة إنقاذ الطفل، يُقدّر أن يكون أكثر من 20 ألف طفل قد فُقدوا أو اعتقلوا أو دُفنوا تحت الأنقاض أو في مقابر جماعية.

وضعت إسرائيل حوالي 90% من قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء – في حين تستهدف مراراً وتكرراً مناطق كانت أعلنت أنها آمنة. وقد تم تهجير جميع سكان القطاع تقريباً – مرة واحدة على الأقل.

ويعاني جميع السكان تقريباً من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتُقيّد إسرائيل وتُعيق الوصول إلى المساعدات الإنسانية بينما يتضور الأطفال الفلسطينيون جوعاً.

مضى حوالي ثمانية أشهر منذ أن قررت محكمة العدل الدولية – أعلى محكمة في العالم – أنه من المعقول أن تكون إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.

ومرت عشرة أيام منذ أن شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً واسع النطاق على الضفة الغربية، مما ألحق المزيد من الدمار والتشريد بالفلسطينيين الذين يعيشون بعيداً عن قطاع غزة.

لعقود قبل السابع من تشرين الأول الماضي، تعرض الفلسطينيون لاحتلال ساحق وإجرامي.

فللفلسطينيين الحق أيضاً في العيش بسلام وأمان. وبالرغم من ذلك، مازلنا نراوح مكاننا.

أُجبرنا كل يوم على اعتياد معاناة لا يمكن تصورها.

لكنني أدعوكم لتتخيلوا لو أنكم اليوم أب أو أم في غزة بدلاً من أن تكونوا مجتمعين هنا حول بحيرة كومو الجميلة.

 

فقدت منزلك ولا أعني بيتك فقط، بل ما يحمله من ذكريات... ألبومات الصور... أريكتك المُريحة... بطانية طفلك المفضلة ولعبته الأولى... فقدت كل ما هو مألوف ومريح لك.  

تنقلت وعائلتك مراراً وتكراراً حتى فقدت القدرة على العد. ومع ذلك ما من مكان آمن.

دفنت طفلاً. وفقد آخر ساقه... ونصف وزنه. وعائلتك بأسرها تتضور جوعاً.

تتطلع للمستقبل وترى أفقاً مُظلماً.

لا مستشفيات، لا مدارس، لم تنجو جامعة واحدة من الدمار. كل حي تقريباً أصبح ركاماً وأنقاضاً ودماراً.

تقضي أيامك في انتظار حصص طعام شحيحة. وقف إطلاق نار لا يأتي أبداً... أو دورك لتموت.

في وسط الأزمة، يصعب رؤية ما هو أبعد منها. لكن هذا ما تتطلبه هذه اللحظة المفصلية.

في العام الماضي، نشرت كاتبة الرأي في صحيفة الواشنطن بوست، كارين عطية: "آخر مرة استهدف فيها ملايين الأشخاص واحتجزوا على أساس هويتهم، قال العالم: "لن يحدث ذلك مرة أخرى أبداً"". 

فماذا يقول العالم الآن؟

أسألكم: هل يتوقع العالم من أي شعب غربي أن يتحمل عقوداً من الاحتلال والقمع والعنف؟ أما في فلسطين فقد أصبح هذا الظلم مقبولاً ومبرراً على مرأى ومسمع المجتمع الدولي.

هل يقول العالم أن أمن إسرائيل أهم من أمن أي دولة أخرى– وبالتالي، لا يُعتبر أي إجراء محظوراً في سبيل ذلك؟ وأن معاناة الفلسطينيين ترخص في سبيل تحقيق ذلك؟

هذا الانتقاص من قيمة حياة الإنسان (الفلسطيني) لا بد أن يُسمى بمُسماه: عنصرية ضد الفلسطينيين. وإذا كانت جملة "لن يحدث هذا أبداً" تسمح بالاستثناءات بناءً على الهوية فقد تم نقض هذا الوعد.

لا يمكن لهذا الفشل أن يستمر.

على المجتمع الدولي أن يسأل ويجيب... "ماذا بعد؟".

ومن ثم عليه التحرك.

يجب أن يتوقف سفك الدماء. لكن ذلك غير كافٍ. علينا شق طريق أفضل – طريق واحد يتسع للجميع.

وأدعو أصدقاءنا في أوروبا للعب دور فاعل وبارز. يجب عليهم موازنة استجاباتهم لهذا الصراع بما يتماشى مع القيم الأوروبية التي لطالما قالوا أنهم يؤمنون بها.

لسنوات، وضعت أوروبا نفسها كمناصر لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مما أكسبها الاحترام والقوة الناعمة حول العالم.

ومع ذلك، ماذا يُفترض من الجنوب العالمي أن يُفكر عندما يرى دفاع الغرب عن الشعب الأوكراني... في الوقت الذي يترك فيه المدنيين الأبرياء في غزة تحت وطأة عقاب جماعي غير مسبوق؟

ماذا يفترض بهم أن يفكروا عندما يُعبر زعماء العالم عن غضبهم من قصف جوي على عمال إغاثة أجانب، لكن ليس على الفلسطينيين اليائسين الذين يحاول عمال الإغاثة هؤلاء مساعدتهم في الأساس؟

ماذا عليهم أن يُفكروا عندما يتجاهل البعض الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بأن الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي، ويرفضه البعض الآخر، في حين يجري قصف أطفال غزة النازحين في خيمهم... أو قتلهم برصاص إسرائيلي في الرأس؟

ما الاستنتاجات التي يجب على الناس استخلاصها حول من المهم ومن لا اعتبار له ولماذا؟

ازدواجية المعايير تتعدى كونها نفاقاً، هي تجريد من الإنسانية. هي وحشية- وإن لم تكن هذه عنصريةً، فلا أعلم ما هي!

فهي تبعث رسالة مفادها أن الكثير من الدول القوية تُصنف البعض على أنهم "أقل".

وتفترض أن المجتمع الدولي يسمح بعالم يعمل بمبدأ "استولي على ما تستطيع، افعل ما تشاء، وخذ ما تريد" بحسب كلمات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان.  

وكوني آتية إليكم من الشرق الأوسط، أستطيع أن أقول لكم إن هذا هو العالم الذي يراه الكثيرون في منطقتي اليوم.  وهذا عالم خطير للغاية.

لأنه عندما يتم تطبيق القانون الإنساني الدولي بشكل انتقائي ... وعندما يتم تجاهل قرارات الأمم المتحدة وعندما يتم التنمر على المحاكم الدولية والاستخفاف بها، فقد دخلنا حقبة جديدة من الاختلال العالمي- حيث لا أحد منا بمأمن. 

 

هل سيصحح المجتمع الدولي مساره أم سيواصل الانحدار نحو الفوضى؟

ماذا بعد؟

تستحق شعوب العالم نظاماً عالمياً يمكنهم الوثوق فيه – خالٍ من التعصب والثغرات الأخلاقية والبقع العمياء. وأصبحت الثقة بهذا النظام مرتبطة بشكل جوهري بمصير الشعب الفلسطيني. 

لذلك يجب علينا رفضُ المعايير المزدوجة والمطالبة بالمساءلة وإيجاد طريق مشترك للسلام، لخلق ذلك المستقبل الذي يستحقه الفلسطينيون والإسرائيليون... ونستحقه جميعاً.

هذه ليست مهمة سهلة. ففشل محادثات السلام هي سمة متكررة في هذا الصراع، ولم يكن التوصل إلى حل دائم أبعد مما هو عليه الآن. لكن لا يمكن أن نستسلم لواقع لا يُحتمل.

إذا أردنا إيجاد سلام دائم وعادل، يحترم حقوق الشعبين وتطلعاتهما، علينا البدء من أساس مشترك – أساس يرتكز على عدد من المبادئ الأساسية التي يمكننا جميعاً الاتفاق عليها والالتزام بها.

قد تختلف وجهات نظرنا – لذا دعونا نبدأ بالنقاط المشتركة: خمسة مبادئ غير قابلة للجدل ينبغي أن تدعم كافة المبادرات الصادقة من أجل السلام.

أولاً: يجب أن يسود القانون الدولي دون استثناء.

فمن الطبيعي أن نسمح للعواطف بالتأثير على أحكامنا. لكن القانون هو المنطق دون عاطفة. وتطبيقه يحتكم للأدلة وليس للمشاعر.

وسأكون صريحة معكم: أنا لست محايدة. وأعتقد أن لا أحد منا كذلك، مهما حاولنا.

لهذا نحتاج القانون. لن نتمكن أبداً من حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني المؤجج بالمشاعر عبر الحدود والأجيال، إن لم يتم بناء الجهود على أسس متينة من الحياد.

وفي حين أن المساومة هي المفتاح لأي عملية سلام يجب أن يكون القانون الدولي هو الأساس الذي تنطلق منه أي جهود للسلام ما يعني إنفاذ قرارات مجلس الأمن الملزمة قانونياً، واحترام آراء وقرارات المحاكم الدولية حتى عندما لا تكون ملائمة سياسياً.

ثانياً: الاستقلال والكرامة وحقوق الإنسان هي مبادئ عالمية وغير مشروطة.

الحق في تقرير المصير، والمساواة والتحرر من الاضطهاد والتمييز – هي حقوق إنسانية مفروضة ولا تكتسب.. وهي مبادئ غير قابلة للتفاوض -  مهما بلغ النفوذ العالمي أو القوة العسكرية التي قد يمتلكها أحد الأطراف.

لا يمكن تحقيق السلام من خلال إجبار الطرف الأضعف على قبول شروط غير متكافئة. فللفلسطينيين كما للإسرائيليين حقاً متساوياً في الأمن وتقرير المصير. وقد أقرت عدد من الدول الأوروبية بذلك عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية. 

وآمل أن تتبنى دولاً أخرى في أوروبا وغيرها النهج ذاته.

ثالثاً: حتى تسود العدالة، لا بد من المساءلة.

في مجتمع دولي عادل، يسترشد الأفراد والمؤسسات والدول بإدراكهم أنهم مسؤولون عن أفعالهم، وأنه سيتم فرض ضوابط على قوتهم، وأن أي تجاوز سيقابل بالعواقب.

فالعدالة تصبح مستحيلة في غياب المساءلة المتساوية، وتتآكل الثقة ويفقد النظام بأكمله توازنه. في غزة، نرى التبعات الكارثية لذلك الاختلال في التوازن: دولة قوية تخلق ظروفاً من المجاعة والتهجير الجماعي، دون أي ممانعة تُذكر.

النقيض للمساءلة هو الإفلات من العقاب، وذلك الشعور بالحصانة لا يُولد بين ليلة وضحاها. 

على مدى السبعة وخمسين عاماً الماضية، لم تكتف إسرائيل بمواصلة احتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، بل قامت بترسيخه من خلال شبكة متنامية من المستوطنات. عبَّر المجتمع الدولي عن رفضه لذلك، لكن الكلمات غير كافية. "الإدانة" هي تعبير عن مثاليات وليست سياسة. لتحقيق العدالة يجب جسر الهوة بين المبدأ والممارسة. 

في النهاية، عند غياب المحاسبة، يصبح الحديث عن القانون الدولي والعدالة وحقوق الإنسان خطاباً أجوف.  

رابعاً: الأمن الحقيقي ليس مكسباً لطرف واحد على حساب الآخر. السلام العادل يجعل الأمن متبادلاً.

كان الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز مشاركاً قديماً في هذا المنتدى. استمعوا لما قاله في خطاب قبل عقد من الزمان:

"لن تحصل إسرائيل على الأمن الدائم دون سلام... ستتخلى إسرائيل عن مستقبلها إذا كان الوضع الراهن هو مسعاها".

على مدى عقود من الزمن، سعت إسرائيل إلى ضمان سلامة مواطنيها عبر حرمان الفلسطينيين من حقهم في ذلك. لكن هذا المسار غير قابل للاستمرار، فقد مارست اسرائيل وحشية ضد الفلسطينيين وفشلت في الحفاظ على سلامة الإسرائيليين. 

انعدام الأمن لأي من الطرفين لا يخدم الطرف الآخر. بل يديم المشكلة – دوامة مستمرة من القمع، والحقد والانتقام. والسلام العادل وحده قادر على كسر هذه الدوامة.

نقطتي الخامسة بسيطة: يجب حظر الأصوات شديدة التطرف من المشاركة في الحوار. 

لا يمكن للمستقبل أن يكون رهينة لأولئك الذين يدعون للمجاعة والإبادة والتهجير الجماعي... الذين يُشِيدون بالعقاب الجماعي ويدافعون عما لا يُعقل تبريره. يجب كشفهم وإسكاتهم.

لأن التحريض ضد شعب بأكمله ليس ممارسة لحرية التعبير – بل انتهاك دنيء للسلوك الإنساني اللائق.

من جانبي، لا شك لدي بأن استعادة الأمل بالسلام لن تكون سهلة. إن نقاط الخلاف عديدة – لكن بالتأكيد نستطيع جميعاً أن نعترف بأن هذه المبادئ الخمسة صحيحة.

أن الحفاظ على القانون أمر لا بد منه، وليس مجرد خيار... أن حقوق الإنسان غير قابلة للتفاوض... أنه دون المساءلة الظلم لا يستمر فحسب بل يتم تطبيعه.... أن السلام – السلام الحقيقي والدائم والذي يؤكد أهمية الحياة – هو مفتاح الأمن... وأنه لا يمكن السماح للأصوات المتطرفة بأن تُملي المحادثة.

لا يُمكن العودة إلى الأيام التي سبقت هذه الحرب. وعندما نسأل "ماذا بعد؟" لا يمكن أن تكون الإجابة: "المزيد من الشيء ذاته".

إن أوروبا قادرة على المساعدة في تعزيز طريق أفضل للمضي قُدماً... طريق يوفر فيه نظامنا الدولي العدالة، وليس المحسوبية... حيث تتفوق المُثل العليا الثابتة على المصالح قصيرة الأجل... وحيث يهتم جميع أصحاب المصلحة بالتكلفة البشرية للحرب أكثر من التكلفة السياسية للسلام. 

تخيل أنك تجني فوائد ذلك المستقبل.

تخيل أن تكون وقتها أباً أو أماً في فلسطين، في إسرائيل. حيث لا بطون فارغة أو أماكن شاغرة على المائدة. ولا تقبع حبيس شعور مرهق من عدم اليقين. لا يوجد سبب للعداء بين شعبين، يعيشان جنباً إلى جنب في نور السلام المقدس.

بكلمات الشاعرة الفلسطينية الأمريكية نعومي شهاب ناي "لقد تأخرنا... لكن كل شيء يأتي بعد ذلك".

شكراً جزيلاً.