ترجمة لمقابلة الملكة رانيا مع كوريرا ديلا سيرا

28 كانون الثاني 2025
  1. ما هي القضية الأكثر إلحاحاً التي تؤثر على الأطفال اليوم؟ ما الذي يجب على الحكومات فعله؟

    يولد كل طفل مع ذات الحقوق في الحياة والصحة والأمان. هذه الحقوق ليست شخصية أو سياسية، بل هي حقوق إنسانية أساسية. ومع ذلك أكبر عائق أمام رفاهية الأطفال اليوم يتمثل في عدم تطبيق هذه الحقوق بالتساوي. 

    يُحرم العديد من الفتيان والفتيات حول العالم بطريقة غير عادلة من الحماية التي يستحقونها. معاناتهم يجب أن تكسر قلوبنا جميعاً، سواء كانوا في فلسطين أو لبنان أو السودان أو هايتي أو أوكرانيا أو أي مكان آخر. ومع ذلك لا يُبدي العديد من الناس تعاطفهم بسبب العرق أو الدين أو الجنسية. 

    على الحكومات مسؤولية جماعية لحماية أطفال العالم. ويبدأ ذلك بالاعتراف بحقوق جميع الأطفال، واحترام القانون الدولي، ومحاسبة كل من يؤذي الأطفال. وعلى العالم أن يقوم بما هو أفضل حيال ذلك. 
     

  2. منذ أن أصبحت ملكة في الأردن، عملت بجد لتطوير المدارس، وتمكين النساء، وتحسين خدمات حماية الطفل والأسرة. كما قمتِ بتأسيس مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية. هل أنتِ راضية عن التقدم الذي تم تحقيقه؟

    إصلاح التعليم عملية مستمرة. وهناك دائماً مجال للتحسين. وفي السنوات الأخيرة، واجه قطاع التعليم في الأردن تحديات مثل استيعاب أطفال لاجئين من دول مجاورة في المدارس الحكومية، والتحول إلى التعليم عن بُعد خلال جائحة كورونا. ومع ذلك، طموحاتنا للأطفال الأردنيين لا حدود لها. 

    لا يقتصر التعليم على علامات الامتحانات أو جاهزية الأيدي العاملة فقط، بل يتعلق بتهيئة أجيال قادرة على التوصل إلى حلول إبداعية للتحديات العالمية. ففي عالمنا دائم التغير، علينا إعادة تحديث التعليم من الأساس باستمرار، والاستفادة القصوى من التكنولوجيا الناشئة، بما فيها الذكاء الاصطناعي.   
        

  3. أطلقتِ مؤخراً نداءً مؤثراً من أجل أطفال غزة. هل يجلب وقف إطلاق النار بارقة أمل؟

    على مدار الخمسة عشر شهراً الماضية، حبس أهل غزة أنفاسهم، وهمهم الوحيد إبقاء عائلاتهم على قيد الحياة. ساعدهم وقف إطلاق النار على التقاط أنفاسهم – ولكنني على يقين من أن الأمل والارتياح اللذين يشعرون بهما مصحوبان بأحاسيس الحزن.

    قتلت إسرائيل عشرات الآلاف من الأولاد والبنات، ويتعامل الناجون الآن مع فقدان أحبائهم، وسوء التغذية، وإصابات لمدى الحياة، وضياع التعلم، وصدمات نفسية. تحولت منازلهم ومدارسهم وأحياؤهم إلى حطام. ما زالوا بحاجة ماسة إلى الحماية. 

    يفضل البعض عدم التفكير بألم الأطفال الفلسطينيين. وحتى أن البعض يحاول تبريره. لكن الطفل هو طفل، والعالم خذل أطفال فلسطين مراراً وتكراراً. وعلى المجتمع العالمي التحرك سريعاً لإنهاء معاناتهم.       
     

  4. العام الماضي، أصبحتِ جدة. هل غيرتكِ هذ التجربة بأي شكل؟ ما هي آمالك لحفيدتكِ ولوالدها ووالدتها؟

    وجود الصغيرة إيمان يذكرني بأهمية الأطفال وما هو الأكثر قُرباً لقلبك. وأجد صعوبة في الابتعاد عنها، وأتطلع لمكالمتها عبر الفيديو خلال سفري للعمل.

    وزاد امتناني لأبسط النِعم في الحياة منذ مجيء إيمان. كما أنني فخورة برؤية الحسين ورجوة يدخلان هذه المرحلة من حياتهما. هما والدين رائعين ويستمتعان بدورهما الجديد. 
     

  5. من يُلهمك؟ من قدوتك؟

    أكثر من يُلهمني هم الناس العاديين الذين يُظهرون شجاعة وتعاطفاً غير عاديين. لذلك أعتز بلقاءاتي مع أهل بلدي الذين يعملون خلف الكواليس للارتقاء بالآخرين، من مختلف تخصصاتهم تربويين أو نشطاء اجتماعيين، أو رياديين، أو أهل متفانين. وفي الأشهر الأخيرة، أصبح لدي تقدير كبير للعاملين في مجال الصحة في غزة، الذين تحدوا الغارات الجوية الإسرائيلية، وخطر الاعتقال غير القانوني من أجل رعاية المصابين. فبالرغم من جوعهم ونزوحهم وإرهاقهم، استمروا في العمل من أجل الناس. تفانيهم تحت القصف هو مثال لنا جميعاً.

     
  6. ستشاركين في القمة العالمية في الفاتيكان. ما الذي تتوقعينه من هذا الحدث المميز؟

    ليس هناك من هم أكثر جدارة بالحماية من أطفالنا، وبالرغم من ذلك، يفشل العالم بالوفاء بهذا الواجب. كان العام الماضي واحداً من أسوأ الأعوام المسجلة بالنسبة للأطفال في مناطق النزاعات. أكثر من 473 مليون طفل تأثروا بالنزاعات، لو كانوا يعيشون في دولة واحدة، لكانت ثالث أكبر دولة على الأرض من ناحية عدد السكان.  

    لذلك، هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به. وأنا ممتنة لقداسة البابا فرنسيس لعقد هذه القمة وجمع العديد من وجهات النظر المختلفة. وهو نصير لحقوق الأطفال منذ فترة طويلة، وأنا معجبة جداً بجهوده لوضع رفاه الأطفال في مقدمة أولويات العالم.

    المصدر