كلمة الملكة رانيا في نشاط اليونيسيف حول العراق

23 أيار 2007

مكاتب اليونيسيف في عمان - عمان, الاردن

حان الوقت لإنقاذ أطفال العراق: الذين يعيشون في وسط العنف في العراق، ولتعزيز

الرعاية للذين لجئوا منهم إلى الأردن وسوريا.

إطلاق تقرير اليونيسيف اليوم حول أوضاع الأطفال العراقيين في العراق والدول المجاورة يروي قصة مؤلمة.

وفي وجه تدفق الأخبار السيئة التي نسمعها ونراها كل يوم، قد يشعر البعض أن الوضع ميئوس منه. لكن تعزيز المساعدة الآن في العراق والبلدان المجاورة ليس فقط ممكناً – بل هو أفضل وسيلة لحماية أطفال العراق... مستقبل العراق.

المساعدات تصل الأطفال.. المساعدات تحدث فرقا، حتى في المناطق غير الآمنة.

هذه اللحظة حاسمة لأطفال عالقين وسط العنف. الأسبوع الماضي، كان الأطفال أول ضحايا الكوليرا في العراق، ونخشى انتشار هذا المرض في حر الصيف.

أقل من ثلاثين بالمئة من أطفال العراق تتوفر لهم كأس من مياه الشرب.

ويزيد الوضع الأمني خطورة محاولة الوصول إلى الخدمات الصحية. واحد من كل عشرة عراقيين يعانون من سوء التغذية الحاد.

في الوقت نفسه، بعض الصفوف تقف خالية من الطلاب، حيث يبقيهم العنف في منازلهم، وغيرها من الصفوف مكتظة. السنة الدراسية على وشك الانتهاء، والعديد من الأطفال لم يتعلموا ما يساعدهم على الانتقال إلى المرحلة القادمة.

من الصعب تقدير الآثار طويلة المدى للصحة المتدنية وأيام الدراسة المفقودة، ولكن إن لم نتحرك الآن فلا شك أن الأجيال القادمة سوف تدفع الثمن.

الأطفال يشكلون نصف الأربعة ملايين عراقي الذين تركوا بلدهم منذ عام الفين وثلاثة، والكثير منهم يعيشون هنا في الأردن وسوريا.

كثيرون من هؤلاء الأطفال يعيشون في مناطق كانت فقيرة من قبل ... والآن الخدمات الاجتماعية في هذه المناطق تصل إلى أدنى حد لها.

على الرغم من هذه التحديات الصعبة لا يزال هناك مجال للتفاؤل. ففي حملة تطعيم حديثة بمساعدة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والحكومة العراقية والبعثة الأوروبية خرج عاملون في مجال الصحة بشجاعة من الباب إلى الباب لحماية ثلاثة ملايين وستمائة ألف طفل ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف.

تحتاج اليونيسف إلى اثنين وأربعين مليون دولار لتوفير وحماية الخدمات التي يحتاج إليها الأطفال وهم في أمس الحاجة إليها للنجاة والنمو.

الخطط موجودة للوصول إلى أطفال العراق ولتوفير المتطلبات الصحية الأولية، من مياه وصرف صحي وتعليم حتى في المناطق التي تعاني من العنف.

وهنا في الأردن، وفي سوريا ستقوم اليونيسف بالتعاون مع الحكومات لتوفير الخدمات الاجتماعية للأعداد المتزايدة من الأطفال العراقيين بما يضمن لهم التعليم، والرعاية الصحية والحماية.

بلا شك، ما يحتاجه الأطفال أكثر من أي شيء آخر هو حل لهذه الأزمة. وهذا هو أملنا الأكبر.

قد يبدو المستقبل للكثير من أطفال العراق غير واضح ولكن احتياجاتهم الآن للعناية الصحية، للمياه النظيفة والصرف الصحي المناسب واضحة وأكيدة وعلينا تلبيتها الآن ."