ترجمة لكلمة الملكة رانيا خلال منتدى الإنسانية العالمي
منذ فترة ونحن جميعاً نشعر بثقل العديد من السحب فوق رؤوسنا: وباء كورونا، المناخ، والنزاعات.
وعند قراءة الأخبار، يبدو وكأن كل يوم جديد يحمل معه أزمة جديدة.
لكنني أتذكر كلمات الأديب والمسرحي السوري سعد الله ونوس، قال: "إننا محكومون بالأمل. وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ."
إننا محكومون بالأمل.
في وجه تحديات كبرى، يسهل أن نتقوقع على أنفسنا، أن نركز فقط على مصالح ذاتية ضيقة، وهؤلاء الأقرب إلينا.. هؤلاء الذين يشبهوننا أكثر.
ويكثر اليوم عدد الذين يودون حدوث ذلك. لكن إذا عدنا خطوة الى الوراء، ووسعنا أفق رؤيتنا سنرى صورة مختلفة، صورة تتطلب وتعزز ايماننا بالعمل الجماعي.
الأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التنمية المستدامة هي أكثر من حبر على ورق. وعلى رغم أن التقدم الذي حققته غير مثالي .. إلا أنه مع ذلك يعد تقدما ملحوظا.
فقد تحرر الملايين من اليأس، وتم رفع حياة الملايين الآخرين. وحصل ملايين الأطفال على فرصة للتطور والتعلم.
تحقق ذلك لأنه تجمعنا كبشر قوة مذهلة للتخيل.
لأننا محكومون بالأمل. لنستمر في الوصول إلى مكاسب ليست بمتناول أيدينا.
أملنا ليس ناعما، ليس ضعيفا ولا قليل التأثير. أملنا يقود التغيير. والآن، علينا أن نستفيد من ذلك الحافز البشري أكثر من أي وقت آخر. لماذا؟ لأنه لا يمكن للعلم والتكنولوجيا أن ينقذانا لوحدهما.
أبقت التكنولوجيا خطوط التواصل مفتوحة في ظل الوباء. إلا اننا ما زلنا بعيدين جداً عن الطلاقة بلغة الإنسانية المشتركة. وتلك الحوارات هي الأهم. لأننا لا نعيش في عالم من الصناديق المنعزلة .. ومشاكلنا أيضاً ليست منفصلة.
تخيلوا كم كان يمكننا التعامل بصورة أفضل مع الأزمة الحالية لو كانت "شبكتنا الإنسانية" أقوى، لو أننا تواصلنا بصورة أفضل في بداية الجائحة، واتفقنا على ما قد يكون الأفضل للجميع؟
من أجل بناء المستقبل بشكل أفضل، علينا تطوير تواصلنا الإنساني. الافتراضي والقيمي\الجوهري. الشبكة العصبية للإنسانية، بقوة 8 مليارات، يجب أن تُقوى بالتزام وبرؤية مشتركة.
الأزمات تصنع الفرص من أجل تغيير جريء وسريع. لأنه وبالرغم من الصعوبات الاقتصادية الكثيرة خلال العامين الماضيين، إلا أننا تعلمنا أيضاً طرقاً جديدة للعمل والتي يمكن أن تكون أكثر استدامة، وأكثر شمولية.
يمكننا ضمان أن الجميع في كل مكان يتسلحون بما يلزم للاستفادة من بيئتنا الجديدة – من خلال تطوير المهارات وصقلها بحيث تبقى مواهب العاملين ملائمة لوظائف الغد.
أو لنأخذ التعليم. اتسعت الفجوات خلال كوفيد. لكننا أيضاً اكتسبنا خبرة قيّمة. حصل العالم بأكمله على دورة مكثفة في التعليم المدمج والتعلم الالكتروني.
إذا عملنا معاً وقمنا بتطبيق تلك الدروس، لن نتمكن فقط من استعادة التعلم المفقود، بل نستطيع أن نقدم معرفة وأمل جديدين للناس حول العالم.
مثل هذه التجمعات يمكنها أن تلهم أفكاراً جديدة وخرائط طريق جديدة وعملاً مشتركاً جديداً.
كان سعد الله ونوس على حق.. ما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ، لكنه يمكن أن يكون فجر حقبة جديدة.
هذا أملي. وأتطلع لرؤية ما سننجزه.
مواضيع مختارة
موقع جلالة الملكة رانيا العبدالله الرسمي
هذا الموقع الإلكتروني لا يدعم متصفحات الإنترنت القديمة. الرجاء تحديث متصفح الإنترنت إلى نسخة أحدث من إنترنت إكسبلورر 9
متصفح الإنترنت الذي تستخدمه قديم. لتحسين مستوى الأمان عند تصفح مواقع الإنترنت و مشاهدتها بالشكل الصحيح و بفعالية افضل قم بتحديث متصفح الإنترنت الخاص بك