كلمة الملكة رانيا خلال عشاء خيرياً لدعم "مدرستي فلسطين" في البحرين
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين،
أصحاب السمو الشيوخ والشيخات،
السيدات والسادة الكرام ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وجزاكم الله ألف خير، ويعطيكم ألف عافية.
أنا سعيدة بحضوري بينكم اليوم، وتواجدي في مملكتكم خلال أيام الإحتفال بالعيد الوطني ويوم جلوس جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أدام الله عليكم الأفراح والأمن والسلام، وكل عام وأنتم وقيادتكم وشعب البحرين الطيب بألف خير.
أود أن أبدأ بالشكر الجزيل للسيدات اللاتي نظمن هذا الحفل.. فبفضل عطائكن يرتاد طلاب إحدى عشرة مدرسة في يوم الشتاء المقدسي البارد هذا .. صفوفاً بلا تشققات في جدرانها، ولا كهرباء مكشوفة في ساحاتها، ولا آيلة للسقوط أسقفها، فقد أضفتم، لا فصولاً جديدة في تلك المدارس فحسب... بل أضفتم الإحساس بالدفء في قلوب هؤلاء الأطفال وأهلهم ومجتمعهم، فنحن لا نبكيهم وحال فلسطين فقط، بل نساعدهم على الصمود ونمكنهم بمستلزماته.
وأتمنى أن يزداد عدد السيدات المهتمات والعاملات لرفعة شأن التعليم في القدس وتحسين نوعيته... فالأجيال مسؤولية، كما أن الإنتماء مسؤولية، فحين نردد بأن القدس عربية... نعني بأن عروبتها مسؤوليتنا جميعاً. ومسؤولية الحفاظ على هويتها ليست خياراً بل واجباً على كل عربي... كل حسب مقدرته وهمته.
في مدينة الصلاة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ترتفع صلوات المقدسيين بالدعاء لأجل أرضهم وبناتهم وأولادهم ... في فلسطين ليس من مسلمات وثوابت يومية سوى الحواجز والاحتلال...، والعمل ولقمة العيش رهن الحواجز.. حتى واجب صلة الرحم مرهون بفتح الحواجز. وكذلك المدرسة والتعليم والمدرس ...كلهم رهن للحواجز.
فأن يصل الطفل بعد ذلك الى صفوف مكسرة مكتظة ومعتمة، ومعلمين- رغم مثابرتهم واصرارهم على أداء واجبهم - لم يتح لهم أن يطوروا أساليبهم وقدراتهم... ذلك ما لم نرض ولم ترضوا به.
مرت عشرة أشهر من العمل الجاد، وبرؤيتكم وبجهودكم، بسواعدكم، بهمتكم، وبحسكم بالمسؤولية أصلحنا مدارس مترهلة لا تعكس عزيمة معلميها وطلابها. وهي الآن جاهزة لأن تبدأ فيها برامج الارتقاء بنوعية التعليم بما يتلائم مع متطلبات عصرنا.
نتطلع إلى العمل معكم لإصلاح المزيد من المدارس. ونأمل أن تكون مبادرتكم بانجاح الخطوة الأولى نموذجاً لكل من يرغب في إحداث تغيير فعلي في مستقبل القدس، والقيام بدوره في الحفاظ عليها.
ولتبقى الهوية الفلسطينية مزروعة في أرض فلسطين يجب أن تحيا الهوية في نفوس أهلها، فإن لم نقو تلك الأشتال الفلسطينية لتبقى مغروسة في أرضها لن تكبر سوى محاصيل ضعيفة، هزيلة.... وكيف للجذع الهزيل أن يحمل نفسه ناهيك عن تحمل عبء مسؤولياته. ولأن عروبة مدينة الأقصى حمل ثقيل، سنمكن أجيال القدس الشرقية بمتطلبات العيش الكريم. لكي يبقوا صامدين، ولتبقى عروبة قدسنا الشريف حية بهم.
شكراً لكم دعمكم وبارك الله فيكم وفي وقتكم وجهدكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مواضيع مختارة
موقع جلالة الملكة رانيا العبدالله الرسمي
هذا الموقع الإلكتروني لا يدعم متصفحات الإنترنت القديمة. الرجاء تحديث متصفح الإنترنت إلى نسخة أحدث من إنترنت إكسبلورر 9
متصفح الإنترنت الذي تستخدمه قديم. لتحسين مستوى الأمان عند تصفح مواقع الإنترنت و مشاهدتها بالشكل الصحيح و بفعالية افضل قم بتحديث متصفح الإنترنت الخاص بك