ترجمة مقابلة الملكة رانيا مع ايما ميرفي على قناة ITV
ايما ميرفي: ماذا يعني لك ان تكوني في لندن في هذا الوقت؟
الملكة رانيا: حسناً، لا اعتقد ان هناك أي مكان اخر تريد ان تكون فيه في هذا الوقت. اعتقد ان ما جرى هو حدث تاريخي، وهو نهاية حقبة، لكنه أيضا الاثر الذي تركته الملكة الراحلة بوفاتها. لم يكن تأثيرها الكبير في حياتها فقط، ولكن في رحيلها وحدت الجميع في البلد. وكما قلت لم أرى شعوراً بالتماسك والانتماء في هذا البلد من قبل كما رأيته اليوم. وضع الناس جميع اختلافاتهم جانباً، واجتمعوا وتذكروا ما هو الأهم، وهو أنهم موحدون في حبهم لوطنهم ولملكتهم. وكان مذهلاً رؤية هذا الأثر وكل هذه الحشود تصطف في الشوارع، دون ان يطلب أحد منهم ذلك، يفعلون ذلك بإرادتهم لانهم يحبون ملكتهم ويقدرون كل ما فعلته من أجلهم، وجاءوا لوداعها. وتم ذلك بصورة منظمة ومهيبة وراقية، تجعل الجميع يشعرون بالفخر. كل شخص هنا يجب أن يشعر بالفخر لكونه بريطانياً، وكل من يشاهد يجب ان يفتخر بالشعب البريطاني. وبصدق، هو وقت حزين، لكنه أيضاً وقت جعل الناس يشعرون بالثقة أن الاساسات التي وضعتها جلالتها لهذا البلد قوية وصامدة جداً وستتخطى كل الصعوبات. وأعرف أن البلد كانت تواجه بعض الأوقات الصعبة خلال السنوات القليلة الماضية، لكنه وقت ليدرك الجميع أنكم ستخرجون اقوى لان الأساس موجود.
ايما ميرفي: فيما يتعلق بذكرياتك حول الوقت الذي قضيته مع الملكة، ما أبرزها؟
الملكة رانيا: أكثر ما أتذكره هو أنه بالرغم من أنها أهم شخص في مكان ما، إلا أنها كانت دائماً تشعرك بأنك الأهم. كانت دائماً تتبع طرق بارعة ولطيفة، وأناقتها لم تكن بالمظهر فقط، لكن أيضاً كانت بالطريقة التي عاشت بها حياتها وبتعاملها مع الاخرين. كانت دائماً تبذل جهداً لتجعلك تشعر بالراحة، لأنها كانت تدرك أن أي شخص بجانبها سيشعر بالتقدير وربما بالقليل من الرهبة عندما يلتقي جلالتها. لذلك دائماً كانت تحاول بنظرة عين أو بابتسامة لطيفة، أو مزحة صغيرة أن تجعلك تشعر بالراحة أكثر حولها. وكانت شخصاً متعاطفاً، تركز على الشخص الذي أمامها، كيف يشعر، وكيف يمكن لها ان تجعله يشعر بالراحة. لدي أجمل ذكريات معها، وخلال هذه السنوات كل مرة التقيتها بها كنت أشعر أنها أكثر دفئاً. ولم تكن تفترض أنك تريدين نصيحتها، لكنها كريمة جداً عندما تطلبها منها، وكانت دائماً تعطي الارشاد والنصح. وكنت أنظر لها كمثل أعلى، بالنسبة لي هي ملكة العالم، قد تكون ملكة إنجلترا، لكنها كانت باعتبار ملكة لنا جميعاً.
ايما ميرفي: كعضو في عائلة ملكية ستدركين صعوبة العيش تحت الأضواء، فيما يخص العائلة هنا، كم من الصعب بالنسبة لهم أن يحزنوا أمام الجميع؟ وما الدعم الذي يجلبه تجمع الناس في الشوارع...
الملكة رانيا: قلبي مع الملك تشارلز وبقية أعضاء العائلة المالكة لأنني أدرك كم هو صعب التعامل مع فقدان شخص والحزن الذي يصاحبه، وفي الوقت ذاته تسلم مسؤولية كبيرة. لذلك، أعتقد بالنسبة له، لا أعلم كم من الوقت حزن فيه على والدته، لكن استرجع عندما فقدنا الملك الحسين في عام 1999، كان وقتاً عصيباً بالنسبة لنا، لكن في الوقت نفسه كان هناك مسؤولية كبيرة أمامنا لدرجة أن محاولة تحقيق التوازن بينهما لم تكن سهلة. لكن يمكنني القول، أن رؤية التعاطف والاحترام والتضامن الذي أظهره الناس، أعتقد أنه يمكنهم أن يستمدوا الكثير من القوة من ذلك. وسيحدث ذلك فرقا في قدرتهم على التقدم في المرحلة التالية.
ايما ميرفي: والمرحلة القادمة هي تغيير كبير للملك والملكة القرينة، مررت بهذه التجربة...
الملكة رانيا: نعم
ايما ميرفي: ما اقتراحك للتعامل مع هذه المرحلة القادمة؟
الملكة رانيا: لقد تجهز لهذا المنصب طوال حياته، لذلك أعتقد انه مستعد. فهو يملك الأساس للنجاح، نعرف الملك تشارلز لسنوات عديدة ونعرف شخصيته. فهو ذكي جداً وصاحب فكر وصادق ويعرف القضايا التي يهتم بها بعمق وكل ما يقدمه يفعله من القلب. لذلك ليس لدي أي شك أن الانتقال سيكون سلس للغاية وأنه سيقوم بدوره. وأن هذا الوقت له، وأنه الأنسب لهذا البلد في هذا الوقت. وأعتقد أنه سينتقل ببريطانيا العظمى نحو المستقبل، وأعتقد أنكم ستخرجون أقوى. أعلم أن هناك تحديات، لكن اعتقد ان المستقبل – ستكون السنوات القليلة القادمة صعبة، لكن أعتقد ان النهاية ستكون جيدة.
ايما ميرفي: فيما يخص الملك والأمير ويليام الذي عملت معه عن قرب بجائزة ايرث شوت، هل تحدثت معهم؟
الملكة رانيا: تحدثت مع الملكة القرينة، والليلة سنرى الملك تشارلز والأمير ويليام، الليلة وغداً. قلبي معهم في هذا الوقت الصعب جداً، أعرف مدى حبهم واحترامهم العميق لها، وما كانت تعنيه لهم جميعاً كقدوة ونموذج. وأعتقد أن طريقة تكريمهم لذكرى جلالتها، هي بالحفاظ على ارثها حياً، والاقتداء بها. وأعتقد أنها غرست فيهم أهم القيم، مثل الحس العميق بالواجب والانضباط وخدمة الوطن. وأعتقد أنهم سيتبعون خطواتها بطريقة ثابتة. كل قائد سيترك بصمته الخاصة، لكن أعتقد أن المبادئ الجوهرية ستستمر عبر الأجيال.
ايما ميرفي: جلالة الملكة شكراً جزيلا على وقتك
الملكة رانيا: شكرا
ايما ميرفي: ورحلة آمنة لنيويورك
الملكة رانيا: شكرا جزيلا
مواضيع مختارة
موقع جلالة الملكة رانيا العبدالله الرسمي
هذا الموقع الإلكتروني لا يدعم متصفحات الإنترنت القديمة. الرجاء تحديث متصفح الإنترنت إلى نسخة أحدث من إنترنت إكسبلورر 9
متصفح الإنترنت الذي تستخدمه قديم. لتحسين مستوى الأمان عند تصفح مواقع الإنترنت و مشاهدتها بالشكل الصحيح و بفعالية افضل قم بتحديث متصفح الإنترنت الخاص بك