ترجمة مقابلة الملكة رانيا مع هدى قطب في برنامج ذا تودي شو
هدى قطب: جلالة الملكة رانيا، سنتحدث عن كل ذلك في لحظات، لأنه ونحن نشاهد نفكر "إنها مثلنا، لدينا تلك المشاعر نفسها".
لكن دعينا نتحدث عن الأمم المتحدة في البداية. أشعر وكأن العالم في مكان مظلم حالياً وسمعتكِ تلقين خطابات وأشعر أن هناك ضوء. أين ترينه – أين تجدين ذلك الأمل؟ وكيف تنقليه؟
الملكة رانيا: حسناً، أنتِ محقة. أعتقد أن عالمنا في مرحلة انعطاف، ويبدو وكأن الاستقطاب سمة أساسية له. عندما نرى شخصاً يختلف معنا، تصبح شيطنته مقبولة.
هدى قطب: صحيح
الملكة رانيا: وعندما نرى كل شيء من خلال عدسة سياسية، يصبح من الصعب جداً أن نتفق على قضية ما. والمفارقة هي أن القضايا التي نواجهها اليوم، من تغير المناخ إلى الهجرة وعدم المساواة – جميعها تحتاج حلولاً تأتي من التعاون. لذلك، إن لم نتحدث مع بعضنا البعض، فلن نتمكن من إيجاد حل لبعض هذه القضايا. وأشعر أننا بحاجة للمزيد من التفاعل المتجذر بالأمل والتفاؤل بدلاً من الخوف.
وكما تعلمين، هنالك موجة من الشعبوية حول العالم تستغل مخاوف الناس وحالات انعدام الأمن ليكسب القادة الشعبية. وذلك لا يساعدنا على إيجاد الحلول. لذلك أعتقد أننا بحاجة للتركيز أكثر ليس على السبب، على سبيل المثال عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، ولكن على "الكيفية": كيف نجد حلولاً؟
هدى قطب: في كوغ إكس، ألقيتِ خطاباً جميلاً، وتحدثتِ عن أنك كنت تعتقدين أن القادة الأقوياء هم الصارمون الذين يقودون من مقدمة السفينة. ولكنكِ مع مرور السنوات، أدركتِ أن القادة – القادة العظماء – في الحقيقة يقودون من الجزء الخلفي للسفينة. يقفون في الخلف، ويراقبون كيف تتبين الأمور. وبرأيكِ مثل هؤلاء القادة هم الذين يجب أن نتبعهم.
الملكة رانيا: أعتقد أنه لتكون قائداً قوياً، عليك أن تتبع الآخرين – تتبع الحركات العظيمة التي تقود بالفعل لمشاركة الناس وتفاعلهم، والتي تقود إلى التغيير. ويجب أن يكون لديك بعض الشك بالذات. وما نشهده اليوم هو كما أسميته، يقين متعصب.. عندما لا تشك في نفسك وتعتقد أن رأيك هو الصحيح. أعتقد أننا جميعاً عندما يواجهنا رأيا مختلف عن رأينا، يمكننا الاستفادة من استبدال الدفاعية بالفضول، لأنه يمكننا تعلم شيء جديد.
ولا يعني ذلك أن عليك أن تتفق مع الطرف الآخر، لكن يمكنك أن تجد أرضية مشتركة نوعاً ما. والأمر المرعب في عالمنا اليوم هو أن تلك الأرضية المشتركة تبدو وكأنها تختفي.
هدى قطب: صحيح، يتم فقدانها
الملكة رانيا: علينا استعادة تلك الأرضية المشتركة، فحينها سيحدث التغيير
هدى قطب: وأنتِ متفائلة أن ذلك يمكن أن يحدث؟
الملكة رانيا: أعتقد أن التفاؤل هو خيار.
هدى قطب: لا أدري إن كنتِ تتذكرين، لكن كنتِ هنا ضمن هذا البرنامج مرات عديدة. وكان هناك مرة محددة شاركتِ عندما كان أصغر أبناؤكِ بعمر الأربعة أشهر.
الملكة رانيا: صحيح، نعم.
هدى قطب: أعتقد أن لدينا فيديو قصير، هذا هاشم الذي أصبح بعمر الـ 18 عاماً، تخرج للتو من المدرسة. عندما تنظرين إلى صوره تلك عندما كان طفلاً صغيراً وترين كيف أصبح الآن..
الملكة رانيا: أمر مخيف كم يمر الوقت سريعاً، صحيح؟ أعتقد أن مهمتنا كأهل هي الاعتناء بأطفالنا حتى يكبروا بما فيه الكفاية للخروج إلى العالم... لكن ذلك لا يعني أنه أمر سهل بالنسبة لنا حين يأتي ذلك اليوم. وفي غضون ثلاثة أشهر، منذ نهاية شهر آذار وحتى بداية شهر حزيران، تزوج ابني وابنتي وتخرج ابني وابنتي. ماذا كنت أفكر؟
هدى قطب: يمكن أن نقول أن العش فارغ؟
الملكة رانيا: نعم صحيح، وهناك موجة من العواطف. مع إيمان، كان زفافها تجربة جديدة بالنسبة لعائلتنا لأنها أول من يتزوج. وكان هناك الكثير من التخطيط والترقب، تكللا بيوم رائع ومؤثر... لا شيء يجعلك مستعدة لتلك اللحظة التي تري فيها ابنتك بالفستان الأبيض. مزيج من المشاعر، الفخر بالمرأة القوية والمستقلة التي أصبحت عليها، والفرح لفرحها، والحزن لمغادرتها المنزل... تختلط المشاعر ولا شيء يمكن أن يجعلك مستعدة لذلك.
هدى قطب: حسناً، للتفاخر بأبنائك قليلاً، ولي العهد الأمير الحسين ذهب إلى جورج تاون والأكاديمية العسكرية في إنجلترا، والأميرة إيمان بدأت في جورج تاون ثم انتقلت إلى مدرسة بارسونز للتصميم في نيويورك. الأميرة سلمى تخرجت من جامعة كاليفورنيا الجنوبية وابنك الآن يستعد للالتحاق بجامعة. قمت بعمل رائع مع أبنائك وبناتك. هل يمكنني طرح سؤال أعتقد أننا نعاني عندما يتعلق الأمر بأطفالنا والهواتف المحمولة. أعلم أن هذا موضوع جانبي، لكن كيف كان الأمر في منزلك؟ هل لا تحبين كثرة استخدامه من قبل أبنائك؟
الملكة رانيا: لا أعتقد أنه بإمكانك محاربة هذه الظاهرة بالكامل. فالأطفال هناك، أعني هذا هو المكان الذي يوجد فيه العالم والتكنولوجيا موجودة في كل مكان حولنا. لا يمكنك محاربته بشكل كلي، لكن عليك تنظيمه.
هدى قطب: نعم
الملكة رانيا: وأعتقد أن الأهم هو القيم التي تغرسها في أطفالك، عن أنفسهم والثقة بالنفس والانضباط... كل تلك الأمور مهمة وستحدد كيف سيتفاعلون مع التكنولوجيا. من أول الأمور التي قمت بها قبل أن يعلن ابني خطوبته، وأول شيء أخبرته لرجوة كان:- "لا يوجد هناك قبول تام 100%، دائماً ستجدين أشخاص لا يوافقونك. والنصيحة التي أود أن أعطيكِ إياها هي: حاولي عدم قراءة التعليقات، لأن ذلك سيجعلك تشكين في نفسك... ودائماً سيكون هناك سلبية، وتلك السلبية لا تتعلق بشخصك – بل بأشخاص آخرين غير سعداء ، فلا تنشغلي بذلك. فقط اواصلي التركيز على ما تريدين فعله، لأن غير ذلك سيهز ثقتك، قد تعتقدين أنه لن يؤثر على معنوياتكِ لكنه سيفعل ذلك.
علينا أن نطور عادات صحية حول استخدام التكنولوجيا وهذا ما نحاول تعليمه لأطفالنا – ليس بالضرورة أن يتركوا هواتفهم بل أن يستخدموها بطريقة أصح وأن يحققوا دائماً ذلك التوازن.
هدى قطب: حسناً، لقد أحسنتِ العمل مع أبنائك، وأحسنت أيضا بسلك طريقك في فهم العالم ومساعدة الآخرين. أود أن أشكركِ. كان لي الشرف في جلوس معكِ، الملكة رانيا، شكراً جزيلاً. أقدر ذلك. شكراً
الملكة رانيا: من دواعي سروري
مواضيع مختارة
موقع جلالة الملكة رانيا العبدالله الرسمي
هذا الموقع الإلكتروني لا يدعم متصفحات الإنترنت القديمة. الرجاء تحديث متصفح الإنترنت إلى نسخة أحدث من إنترنت إكسبلورر 9
متصفح الإنترنت الذي تستخدمه قديم. لتحسين مستوى الأمان عند تصفح مواقع الإنترنت و مشاهدتها بالشكل الصحيح و بفعالية افضل قم بتحديث متصفح الإنترنت الخاص بك