مقابلة الملكة رانيا مع كريستيان أمانبور على شبكة سي ان ان
كريستيان أمانبور: يستضيف الأردن 40% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الشرق الأوسط، بحسب الأمم المتحدة. وهذا ببساطة رقم ضخم، خاصة بالنسبة لبلد صغير. الملكة رانيا من الأردن هي نفسها من أصل فلسطيني وتنضم لنا الآن في مقابلة حصرية من العاصمة عمان. الملكة رانيا أهلاً بكِ في برنامجنا.
الملكة رانيا: شكراً لكِ، كريستيان.
كريستيان أمانبور: هل يمكنني أن أسألك أولاً كعربية وكفلسطينية وكإنسانة وكأم، كيف تشعرين منذ 7 أكتوبر؟
الملكة رانيا: حسناً، انظري، كريستيان، لا يمكنني أن أبدأ في وصف مدى الحزن والألم والصدمة التي نشعر بها هنا في الأردن. جميعنا متحدون في هذا الحزن، بغض النظر عن أصولنا. لا يمكننا أن نصدق الصور التي نراها كل يوم من غزة. نحن نذهب إلى الفراش ونستيقظ على هذه الصور. تعلمين، كأم، رأينا أمهات فلسطينيات اضطروا لكتابة أسماء أطفالهم على أيديهم، لأن فرصة موتهم بالقصف، أو تحول أجسادهم إلى جثث، عالية للغاية. أريد فقط أن أذكّر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحبون أطفالهن بقدر ما تحب أي أم أخرى في العالم أطفالها. وأن يحصل هذا لهن، فهو أمر لا يصدق.
وبالمثل، أعتقد أن الجميع في أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن، مصدومون ومحبطون من رد فعل العالم تجاه هذه الكارثة المستمرة. في الأسابيع القليلة الماضية، شهدنا معياراً مزدوجاً صارخاً في العالم. في 7 أكتوبر، وقف العالم فوراً وبدون تردد إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، وأدان الهجمات التي حدثت. لكن ما نراه في الأسابيع القليلة الماضية، هو صمت عالمي. توقفت الدول عن فقط التعبير عن قلقها، أو الاعتراف بالضحايا، بل هناك دائماً مقدمة تعلن الدعم لإسرائيل.
هل ما نفهم من ذلك أنه من الخطأ قتل عائلة كاملة بالرصاص، لكن من الجائز قصفهم حتى الموت؟ أو هناك معيار مزدوج صارخ هنا وهو مذهل للعالم العربي. هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يكون فيها معاناة إنسانية بهذه القسوة والعالم لا يطلب حتى وقف إطلاق النار. لقد صمّ الصمت آذاننا، وبالنسبة لكثير من الناس في منطقتنا، هذا يجعل العالم الغربي شريكاً من خلال دعمهم ومن خلال الغطاء الذي يمنحونه لإسرائيل، بأنها تحاول فقط الدفاع عن نفسها. العديد من العرب ينظرون إلى العالم الغربي على أنه لا يتسامح فقط مع هذا الأمر، ولكنه يساعد ويشجع عليه. وهذا أمر فظيع، ومحبط جداً لنا جميعاً.
كريستيان أمانبور: الملكة رانيا، سأسألك أكثر عن هذا وعن مشاعرك حول الموضوع. ولكن أولاً أريد أن أسألك، تعلمين الإسرائيليون مصدومون بعمق، الحزن... ما حدث لهم لم يحدث من قبل بهذه الطريقة منذ الهولوكوست. وهم مهزوزون بعمق كما قلت وفي حالة حزن. أريد فقط أن أعرف منك ما شعرت به في 7 أكتوبر
الملكة رانيا: بالطبع كنت مصدومة. وموقف الأردن واضح جداً: ندين قتل أي مدني، سواء كان فلسطينياً أو إسرائيلياً. هذا هو الموقف الأخلاقي والأدبي للأردن. وهو أيضاً موقف الإسلام. الإسلام يدين قتل المدنيين. كما ذكر زوجي مؤخراً، العهدة العمرية التي صدرت على أبواب القدس منذ 15 قرناً – أي قبل ألف سنة من اتفاقيات جنيف – نصها يأمر المسلمين بعدم قتل امرأة أو طفل أو شخص مسن، وعدم قطع شجرة أو إيذاء كاهن. لذا نعتقد أن هذه هي قواعد الاشتباك في أوقات الحرب. لكنها تحتاج أن تنطبق على الجميع.
لذا نعم، هناك الصدمة وهناك الإدانة. لكن لماذا لا توجد إدانة متساوية لما يحدث الآن؟ أريد فقط أن أوضح أن هذا النزاع لم يبدأ في 7 أكتوبر، على الرغم من أنه يتم تصويره على أنه كذلك. تعلمين، تغطي معظم الشبكات الخبر تحت عنوان "إسرائيل في حالة حرب". ولكن بالنسبة للعديد من الفلسطينيين من الجانب الآخر من جدار الفصل ومن الجانب الآخر من السلك الشائك، الحرب لم تغادر أبداً. هذه قصة تبلغ من العمر 75 عاماً؛ قصة قتل وتهجير للشعب الفلسطيني. إنها قصة احتلال تحت نظام فصل عنصري يحتل الأرض، يهدم البيوت، يُصادر الأراضي، توغل عسكري، مداهمات ليلية... السياق المفقود من السرد هو أن قوة إقليمية نووية تحتل وتقمع وترتكب جرائم موثقة يومياً ضد الفلسطينيين. تعلمين، لفترة طويلة، حياة الفلسطينيين.
كريستيان أمانبور: الملكة رانيا، أنا آسفة للمقاطعة. أريد أن أسألك سؤالاً محدداً لأنكِ تستخدمين الكثير من الكلمات، والتي بالطبع استخدمها العديد في العالم العربي، مثل الفصل العنصري وغيرها. ولكن تعلمين، أنت ستواجهين الكثير من الانتقادات من إسرائيل وأنصارها، وأتساءل إذا كنتي ستخرجين للتحدث.
الملكة رانيا: لكن دعيني أوضح فقط أن تسمية "الفصل العنصري" هي تسمية أعطيت ليس من قبل العرب، ولكن من قبل المنظمات الإسرائيلية والدولية لحقوق الإنسان.
كريستيان أمانبور: لقد كتبت في منشور على انستغرام الأسبوع الماضي، "ليس دفاعاً عن النفس إذا كنت قوة احتلال"، وأظهرتِ الدمار في غزة. كما أنك نشرتِ مقطع فيديو تظهرين به خلال مؤتمر صحفي في عام 2009 خلال تلك الحرب وقلتِ: "كم هو مؤلم أن المشهد لم يتغير. ولا يمكن للعالم أن يبقى صامتاً. يجب وقف هذه المأساة الإنسانية." هل تشعرين أن لديك صوتاً بالتحديد، كملكة في الأردن، أي دولة لديها معاهدة سلام مع إسرائيل، لتتكلم؟
الملكة رانيا: لا يتعلق الأمر بي، بل بالكلام من أجل الإنسانية. كما تعلمون، لا يتعلق الأمر بكونك مؤيداً لإسرائيل أو مؤيداً للفلسطينيين، بل باختيار الناس، هؤلاء الأشخاص العاديين من كلا الجانبين. والتوضيح مرة أخرى أن الشعب الفلسطيني يعيش منذ فترة طويلة تحت القمع والتجريد من الإنسانية. لقد عانوا يومياً من الإذلال وانتهاكات حقوق الإنسان، سواء بالتعرض للسجن أو الإهانة أو المضايقات. لا يتمتعون بحرية الحركة، وهناك أكثر من 500 حاجز تفتيش منتشرة في جميع أنحاء الضفة الغربية. وهناك الجدار العازل الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية غير قانوني، والذي قسم الاراضي إلى مائتي منطقة محصورة ومنفصلة. وقد رأيتم التوسع الجائر للمستوطنات على الأراضي الفلسطينية، والتي قطّعت الاتصال الجغرافي للمناطق وجعلت من قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات حكم ذاتي امرا غير قابل للتطبيق. هذه خلفية هذا الصراع. هناك تركيز مفرط على حماس الآن بسبب ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية. لكن هذه مسألة تسبق حماس بكثير وستستمر بعد حماس. هذا صراع من أجل الحرية والعدالة، وهذا ما يجب سماعه.
كريستيان أمانبور: هل يمكنني أن أسألك هذا السؤال؟ لأنها شجاعة... أعتقد أنها سعودية، على أي حال... أخذت صحافية في قناة العربية السعودية هذا الكلام ووجهته لخالد مشعل، الرئيس السابق لحماس، وقالت له: المجزرة... حسناً، هذه كلمتي. لكنها قالت إن ما يراه الجميع على شاشاتهم أبعد العالم عن القضية الفلسطينية. وللإسهاب أكثر، يقول الكثيرون، أن حماس وما فعلته، هو ما اتى بالدمار لأهل غزة المساكين. هل تقبلين ذلك؟
الملكة رانيا: كما قلت، نحن لا نقبل بقتل المدنيين. لكن هذه قصة عنف مستمرة لفترة طويلة الآن. ويجب إدانة هذا العنف. في نهاية المطاف، ما نراه اليوم وما يحتاج الناس إلى إدراكه، هو أنه بالفعل، كما تعلمون، هو أننا نشهد أعمال وحشية تحت ذريعة الحق في الدفاع عن النفس. لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن ليس بأي وسيلة اوتيت لهم، وليس عن طريق ارتكاب جرائم حرب، ولا عبر العقاب الجماعي. استشهد ستة آلاف مدني حتى الآن، 2400 طفل، كيف يمكن اعتبار ذلك دفاعاً عن النفس؟ نرى مجازر على نطاق واسع باستخدام أسلحة عالية الدقة. لذا وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، رأينا القصف العشوائي على غزة. تمت إبادة عائلات بأكملها، وتسوية أحياء سكنية بالأرض، واستهداف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد والعاملين في المجال الطبي والصحفيين وعمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة. كيف يعتبر هذا دفاعاً عن النفس؟ لماذا عندما ترتكب إسرائيل هذه الأعمال الوحشية يأتي ذلك تحت غطاء الدفاع عن النفس، لكن عندما يكون هنالك عنف من قبل الفلسطينيين، يُسمى ذلك إرهاباً على الفور. هل كلمة "إرهابي" مخصصة حصرياً للمسلمين والعرب؟
كريستيان أمانبور: حسناً، دعيني أسألك اذا
الملكة رانيا: هنالك معايير مزدوجة حقيقية نراها هنا
كريستيان أمانبور: زوجك الملك عبدالله
الملكة رانيا: نرى تجانساً خاطئ
كريستيان أمانبور: حسناً دعيني أسألك، زوجك الملك عبدالله
الملكة رانيا: نعم تجانس مغلوط لأن الطرفين في هذا النزاع غير متساويين. واحد هو المحتل والآخر هو الذي يجري احتلاله. واحد يمتلك جيشاً من أعتى جيوش العالم، والآخر ليس لديه جيش أبداً. لذلك يتم رسم تجانس مغلوط هنا. كما أن الحديث عن الحق في الدفاع عن النفس لا يوضح الحقيقة بأكملها. لا يتحدث عن قصة خرق القانون الدولي، القانون الإنساني الدولي. لا يخبرك عن المعاناة وقصة الاحتلال. تنتهك إسرائيل ما لا يقل عن ثلاثين قراراً متعلق بالأمن للأمم المتحدة، تطالبها وحدها بالعمل على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، ووقف الاستيطان والجدار العازل وانتهاكات حقوق الإنسان. هذا جوهر القضية وليس هذا التركيز المفرط على حماس.
كريستيان أمانبور: هل يمكنني أن أسألك من أجل التفصيل، لأن زوجك الملك عبدالله، أعتقد أنه كان الأسبوع الماضي خلال قمة القادة العرب في القاهرة، قال إن الرسالة التي يسمعها العالم العربي واضحة وجلية: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين، حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. أعلم أنك تحدثت كثيراً عن مشاعرك حول ما يدور حالياً. لكن هل تعتقدين بشكل عام أن هذا صحيح؟ حتى قادة العالم وغيرهم، وانت تقابلين الكثير منهم وكذلك الملك، ولهذا قال ذلك حسب افتراضي؟
الملكة رانيا: حسناً، كما قلت، مشاهدة المعايير المزدوجة في العالم اليوم مخيبة للآمال بشكل كبير. رؤية الإدانة القوية لما حدث في السابع من تشرين الأول، ولكن الإدانة تكاد لا تذكر لما يحدث اليوم. لماذا ليس هناك دعوة لوقف فوري لإطلاق النار؟ نرى معاناة إنسانية صادمة تحدث اليوم. لماذا تميل الرواية إلى الجانب الإسرائيلي دائماً؟ يسرع الإعلام الغربي وصناع القرار الغربيون لتبني الرواية الإسرائيلية. عندما تهاجم إسرائيل، يموت الفلسطينيون، لكن عندما يموت الإسرائيليون فهم يُقتلون بدم بارد، بمذبحة. لذا حتى كما حدث في السابع من تشرين الأول، رأينا أن الوضع يتم وصفه على أنه همجي ووحشي ومتعطش للدماء والقتل بدم بارد. لا نرى هذ المصطلحات تستخدم لوصف الوضع اليوم، على الرغم من الأعمال الوحشية هي أشد وأعظم. إنني لا أتحدث عن الدقة كريستيان، لكنني أتحدث عن التكافؤ والمعايير المزدوجة هنا. عندما يقال لرئيس الولايات المتحدة وجود ادلة على قطع رؤوس أطفال ليعود ويتراجع لأن جيش الدفاع الإسرائيلي قال إنه لا يوجد دليل على ذلك. هذا تحيز تأكيدي. حتى على شبكتكم كريستيان الموقع الالكتروني لسي ان ان في بداية الصراع ذكر عنواناً رئيسياً عن أنه تم العثور على أطفال إسرائيليين مذبوحين في كيبوتس إسرائيلي. وعند قراءة الخبر، تجد أنه لم يتم التحقق منها بشكل مستقل. الآن سؤالي لك هل كنتم ستنشرون مثل هذا الادعاء المدين من غير التحقق لو كان من قبل فلسطيني؟
كريستيان أمانبور: الملكة رانيا، يجب أن أوقفك هنا. لأنه كان هناك صور تم عرضها من قبل الإسرائيليين وكان مراسلونا هناك. أنا لا أتحدث عن قطع الرؤوس، لكنني أتحدث عن أجساد الأطفال المليئة بثقوب الرصاص وغير ذلك. لكن، الأمر كله فظيع للغاية، كما تقولين. أريد أن أسألك عما قاله الأردن. وقد قال زوجك الملك، أنه كانت هناك محاولة أو اقتراح لنقل الفلسطينيين الذين يحاولون البحث عن الأمان إما لمصر أو لبلدك الأردن. وقال الملك: "هذا خط أحمر لأنني أعتقد أن الخطة لدى بعض المشتبه بهم المعتادين هي محاولة فرض أمر واقع على الأرض. لا لاجئين في الأردن، ولا لاجئين في مصر".
الملكة رانيا: يواجه أهل غزة الآن خيارين: إما أن يغادروا أو يواجهوا الموت أو العقاب الجماعي. لذا، فقد تم وضعهم أمام الاختيار بين الإبعاد أو الإبادة، بين التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ولا ينبغي لأي شعب أن يواجه هذا النوع من الاختيار. وما أشار إليه زوجي هو أنه لا يجب إجبار شعب فلسطين وغزة على الرحيل مرة أخرى. فمعظم سكان غزة هم لاجئون اصلا. وفي الوقت الحالي، نزح ما لا يقل عن مليون شخص من منازلهم. لذلك لا نريد تهجيراً جماعياً آخر للفلسطينيين مثل ما حدث في النكبة عام 1948. وهذا ما قصده زوجي عندما قال إن هذا خط أحمر. للفلسطينيين الحق في البقاء على أرضهم.
كريستيان أمانبور: نعم، لأنهم كانوا قلقين بشأن ما يسمى بالتهجير القسري وعدم السماح لهم بالعودة مطلقاً. لقد كان هناك الكثير من الاحتجاجات في بلدك، كما هو الحال في أجزاء أخرى كثيرة من العالم. وقد شرحت ما الذي تغير، وهناك روايات مختلفة تماماً عما يحدث وفقاً لأي جزء من العالم يأتي منه الناس وبعض القادة. هناك انحياز واضح لأحد الجانبين. وهذا ما يحدث بالتأكيد كما أوضحت. وماذا عن الاحتجاجات في الشوارع – أو هل اعتدتم عليها الآن ويتعين عليكم التعامل معها – حتى ضد معاهدة السلام لعام 1994؟ هل تشعرين بالقلق إزاء الغضب والحرب الأوسع أو عدم استقرار على نطاق أوسع في بلدان مثل بلدك أو بلدان أخرى في أنحاء المنطقة؟
الملكة رانيا: نعم، قد تشعرين بالقلق إن كان هناك انقسام، إلا أننا متحدون تماماً في موقفنا. كلنا نؤمن بالأمر ذاته، نشعر جميعاً بنفس الألم وكلنا نريد الشيء نفسه. ولذلك، أعتقد أن هناك وحدة مطلقة في العالم العربي. وكما قلت هناك شعور كالآتي: هل حياتنا أقل أهمية؟ لماذا عندما يمثل أحد ما القضية الفلسطينية يجب أن يتم امتحان إنسانيتهم في بداية المقابلة، وعليهم تقديم أوراق اعتمادهم الأخلاقية: بإجابة سؤال "هل تدين؟" نحن لا نرى مطالبة المسؤولين الإسرائيليين بالإدانة، وعندما يتم ذلك، يتقبل الناس بسهولة "حقنا في الدفاع عن أنفسنا". لم أر مسؤولاً غربياً قط يقول هذه الجملة: للفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم.
ولذلك كما تعلمون، فإننا نرى هذا. حتى في الديمقراطيات الغربية، يبدو أن حرية التعبير هي قيمة عالمية إلا عندما تذكر فلسطين. عندما يحتشد الناس لدعم إسرائيل فإنهم يمارسون حقهم في التجمع. لكن عندما يجتمعون من أجل فلسطين يعتبرون متعاطفين مع الإرهابيين أو معادين للسامية. لذا، فنحن نرى هذه المعايير المزدوجة والتي تخلق خيبة الأمل في العالم العربي، ولدى الكثيرين ممن يرون الظلم.
وأريد التأكيد كريستيان أنه في نهاية المطاف لا يوجد حل عسكري لهذه القضية. لا منتصر في الحروب أبداً؛ فهناك دائماً خسائر من جميع الأطراف. النصر فكرة خاطئة يصنعها الساسة من أجل تبرير الخسائر الفادحة في الأرواح. وحتى لو هزمت إسرائيل أو قتلت كل عضو في حماس، فماذا بعد؟ ألم يتركوا أثراً من الذكريات الفظيعة، الذكريات المروعة، التي من شأنها أن تخلق جيلاً جديداً من المقاومة الأشد؟ لأنه في نهاية المطاف، لا يمكن إلا التوصل إلى حل سياسي، وقد أكد زوجي دائماً على أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام واستقرار في الشرق الأوسط بدون حل سياسي.
لذا، حتى لو كنت حليفاً لإسرائيل، فإنك لا تقدم لها أي خدمة من خلال تقديم الدعم الأعمى لها. إن تعجيل وتوسيع نطاق توفير الأسلحة الفتاكة لإسرائيل لن يؤدي إلا إلى توسع هذا الصراع. ولن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المعاناة وتعميقها. ولا يمكن التوصل إلى حل إلا حول طاولة المفاوضات. وهناك طريق واحد فقط لتحقيق ذلك، وهو إقامة دولة فلسطينية حرة وذات سيادة ومستقلة تعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع دولة إسرائيل. هذا هو المسار الوحيد الذي سيوصلنا إلى هناك.
كريستيان أمانبور: العديد من المحللين يتحدثون عن ذلك بالفعل. ونأمل أن يخرج شيء من هذا القبيل من بين هذا الرماد في هذه الكارثة. الملكة رانيا، شكراً جزيلاً لانضمامك إلينا.
مواضيع مختارة
موقع جلالة الملكة رانيا العبدالله الرسمي
هذا الموقع الإلكتروني لا يدعم متصفحات الإنترنت القديمة. الرجاء تحديث متصفح الإنترنت إلى نسخة أحدث من إنترنت إكسبلورر 9
متصفح الإنترنت الذي تستخدمه قديم. لتحسين مستوى الأمان عند تصفح مواقع الإنترنت و مشاهدتها بالشكل الصحيح و بفعالية افضل قم بتحديث متصفح الإنترنت الخاص بك