الملكة رانيا: "قلة الموارد لا تعني تقطع السبل وتكتيف السواعد وتكميم الأفواه .. فالإرادة لا تكبَّل، والأفق لا يضيق إلا بضيق الرؤية"

11 تشرين الثاني 2008

أبو ظبي - أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله على أن إرادة التغيير هي الأساس في تنمية وضع المرأة، لأن "من يقف على القمة يقدر له أن يجمع الرؤية وإرادة التغيير. نحن على هذه القمة، ومسؤوليتنا أن نمد يدنا إلى كل إمرأة لنريها آفاقها اللامحدودة".

جاء ذلك في كلمة لجلالتها خلال مشاركتها في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية بعنوان (المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان: المنظور العربي) والذي عقد في أبو ظبي برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية وبحضور السيدات الأوائل في الوطن العربي الأعضاء في المنظمة.

وأعلنت جلالتها مواصلتها العمل والدعم والمبادرة لكل ما يساهم في تعزيز دور المرأة العربية في مختلف المجالات، وقالت مخاطبة السيدات الأوائل: "أنا كما أنتن لن أتوقف عن العمل وعن الدعم والمبادرة لتحقيق ذلك لا في الأردن فقط بل في عالمنا العربي على حد سواء، لأننا لا نعيش بمنأى عن بعضنا البعض، فالعادات والتقاليد والحدود والهوية تجعل تحدياتنا مشتركة، مخاوفنا متشابهة، وحاجاتنا متشابكة، وتجعل أمننا الانساني العربي مسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعاً".

وقالت جلالتها: "لقد تغيرت ملامح عالمنا العربي كثيراً خلال السنوات الثماني الماضية، ومنذ تأسيس منظمة المرأة العربية رسمياً في آذار عام ألفين وثلاث وكوطن عربي واحد أصبحنا أكثر تعلماً ... وأكثر انجازاً ... وأكثر معرفة .. وأكثر إصراراً على التقدم واختصار المسافات باتجاه تحقيق مجتمع عربي فاعل ومتفاعل، نساؤه ورجاله".

وأضافت جلالتها: "منذ عام ألفين، ونحن نعمل جاهدين على إعطاء نساءنا حقوقهن المدنيةَ والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والأهم: التعليمية والتوعوية. ونرمي لأن يكون الجيل القادم من النساء والرجال واعٍ بحقوقه وواجباته، ولا أداة أكثر فاعلية من التعليم لتوعية وتقويم الأجيال، والنهوض بالمرأة، لتعرف حقوقها قبل أن تطالب بتنفيذ واجباتها، نحو عائلتها، ومجتمعها".

وأشارت جلالتها إلى أن: "أعداد العاملين على تطوير المدارس تزداد يومياً حرصاً من المجتمع على مبدأ الشراكة والمشاركة في تعليم تستحقه أجيال الغد ... أبناؤهم وجيرانهم وأحفادهم".

وقالت: "أنجزنا الكثير من أساسيات التنمية الاجتماعية في الأردن، فانخفضت نسبة الأمية إلى ثمانية بالمئة تقريباً، وسنمحوها بحلول عام ألفين وعشرين بإذن الله. وارتفعت نسبة تمثيل النساء في السلطتين التشريعية والتنفيذية: نساؤنا في القطاع الخاص والعام والمحاكم والجيش، ولهن الخيار القانوني لاختيار مهنتهن وبصمتهن بأنفسهن وبكفاءتهن".

وكانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية قد أكدت في كلمتها الافتتاحية على أن قضايا أمن الإنسان هي قضايا عالمية والتصدي لها يتطلب تعاوناً وتنسيقاً دولياً يحترم الخصوصية الثقافية للدول وينظر للإختلاف من منظور التعارف والحرص على مد الجسور.

وقالت سموها إن دولة الإمارات تنظر بكل اهتمام لهذا المؤتمر العربي الدولي وتتطلع لما يطرحه من أفكار ومناقشة جادة حول مفهوم أمن الإنسان وعلاقته بالمرأة .

ورحبت سموها بالحضور في دولة الإمارات العربية المتحدة وتقدمت بالشكر لتلبيتهم الدعوة .. متمنية سموها أن يكون المؤتمر إضافة هامة للجهود الرامية لدعم المرأة العربية والإرتقاء بها . وتوجهت سمو الشيخة فاطمة بالشكر والتقدير لجلالة الملكة رانيا العبدالله ولسمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لدورهما النشط خلال رئاستهما للمنظمة.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم وثائقي لانجازات منظمة المرأة العربية وكلمات لعدد من السيدات الأوائل ورئيسات الوفود العربية إضافة إلى إطلاق الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية وشبكة المرأة العربية في بلاد المهجر، وكذلك تكريم الفائزات بجائزة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية وجائزة المنح البحثية للمنظمة حيث كان من ضمن الفائزات كل من السيدة سمر عبد العزيز الحاصلة على ماجستير من الجامعة الأردنية على بحثها الذي كان حول تقييم مشروع "ازدهار النساء" التنموية وعلاقته بتمكين المرأة والمشاريع والدكتورة ملك الناجي من جامعة العلوم والتكنولوجيا عن رسالة الدكتوراة التي قدمتها حول جائزة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية.

وعلى صعيد آخر اطلعت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم على المخططات والتصاميم المعمارية لمدينة "مصدر" التي يجري العمل على تنفيذها في إمارة أبو ظبي من قبل ''شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل''، المملوكة للحكومة.

واستمعت جلالتها إلى شرح من الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور سلطان احمد الجابر حول مدينة "مصدر" التي ستكون أول مدينة بيئية مستدامة في العالم خالية من الكربون والنفايات، والسيارات.

وتجولت جلالتها في أقسام معرض مصغر لتصاميم بناء المدينة التي ستقام على 17 كيلومترا مربعا بالقرب من مطار أبوظبي ويُتوقع لها أن تحتضن 1500 شركة و50 ألف نسمة، ستستقطب كبريات الشركات العالمية، وأبرز الخبراء في مجال الطاقة المستدامة والبديلة.

وتبادلت جلالتها الحديث مع عدد من المسؤولين والطلبة الدارسين في معهد "مصدر" للعلوم والتكنولوجيا.

وتم تأسيس معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا كأول مؤسسة أكاديمية متخصصة في دراسات الطاقة المتجددة على مستوى العالم، تهدف إلى تطوير الجيل التالي من الحلول التقنية للحد من الاعتماد المتنامي للعالم على الوقود الأحفوري.